الارشيف / اخبار العالم

مؤشرات توحي بأن الحراك الرئاسي مجرد كسب وقت

يصح وصف الاستحقاق الرئاسي في لبنان بالقول العاميّ المتداول: "هبّة باردة، هبّة ساخنة"، بمعنى انه يسرق الاضواء حيناً ويغيب عن الساحة احياناً. وفي الايام القليلة الماضية، عاد الحديث عن احتمال حصول انفراج في هذا الملف، وبدأ الكلام يأخذ مجراه عن تفاؤل وتغييرات تساهم في التعلّق بضوء صغير في نفق طويل مظلم. وعند مفاتحتنا لاحد المتابعين الدائمين للملف الرئاسي، لم يشارك هذا التفاؤل، لا بل اعطى لمحة كانت كفيلة بإعادة الامور الى ما كانت عليه، مستنداً الى العديد من الامور والمؤشرات التي توحي ان ما يحصل مجرد "كسب للوقت" ولا فائدة عملية منه.

ويلفت المصدر الى ان كثرة المواضيع المهمة في وقت واحد، لا يمكن ان تسير كلها في الوقت نفسه، ولا بد بالتالي من تفضيل موضوع على غيره، واعطائه الاولوية لحلّه ومن ثم التفرّغ للموضوع التالي. ونظراً الى اهمية المواضيع المطروحة، من غير المتوقع ان يكون انتخاب رئيس في لبنان اولوية على ما عداه من ملفات ساخنة، من شأنها التأثير على المنطقة ككل. وتابع المصدر: من ابرز الدلائل التي تشير الى حصول تقدم جدّي في هذا الملف، يجب ان يتمثّل بتنازل لاحد الاطراف، ولكن الواقع يشير بما لا يقبل الشك، الى ان كل الاطراف لا تزال على موقفها، والكلام المعسول عن تقدم يقابله عناد مرير على المواقف التي لم ينضج الوقت بعد كي يحيد فريق عنها. ويسأل المصدر: هل هناك من يعتبر بالفعل انه سيتم انتخاب رئيس في الوقت الذي لا تزال حرب غزة قائمة، وكيف يمكن فصل المسارين؟ من سيثق بالطرف الآخر كي يأتي برئيس يوافق على ما ستؤول اليه التسوية المنتظرة، عاجلاً ام آجلاً، وهل سيكون من عداد المؤيدين لرؤية حزب الله ام لا؟ وهل من يرى بالفعل انه سيتم انتخاب رئيس يشكّل الغطاء الظاهر غير الفعلي طبعاً، للتعاطي مع قضية النازحين السوريين في لبنان، بعد استفاقة بعض الاوروبيين على خطر هؤلاء ووجوب القيام بعمل ما للحد من هذه الخطورة والتعامل معها كما يجب؟ وأي رئيس هذا الذي سيقبل ان يكون "كبش فداء" ويتلقى على كاهله كل المصائب والمشاكل التي يعاني منها البلد، فيما هو لا يتمتع بالقرار ولا بالصلاحيات الكافية لتطبيق رؤيته (اذا كان يملك رؤية مغايرة لمن اوصله الى سدّة الرئاسة)، وأين الضمانات التي ستعطى كي تسير الامور وفق ما تشتهيها سفن اللبنانيين؟.

لقد علّمتنا تجارب ما بعد الطائف، وما بعد الانسحاب السوري من لبنان، ان القرار الداخلي، على اهميته، ليس هو المقرّر في الملف الرئاسي. فبعد ان وصلت الاختلافات في وجهات النظر السياسية الى حد الخلاف والصدام العسكري، اتفق جميع اللبنانيين فجأة على العماد ميشال سليمان لابعاد الفراغ من قصر بعبدا. وبعد صراع سياسي محتدم، التقى الاخصام السياسيون على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لينهي بدوره فراغاً دام طويلاً. هذا الامر يدلّ بوضوح على ان اللاعبين اللبنانيين ناجحون جداً في سياسة المواجهة، ولكنهم طيّعون جداً عندما تحين ساعة الجدّ وتصل كلمة السر الى مسامعهم، فيحاضرون بتفضيل المصلحة الوطنية على ما عداها، في وقت كان بامكانهم توفير الكثير من الوقت والمعاناة على الجميع، ومفاوضة من يعنيهم الامر في الخارج على وجوب انهاء الاوضاع الصعبة والسير بمن يقدر على تسيير الامور في لبنان بأقل قدر ممكن من الخسائر.

من المفيد بث روح التفاؤل والامل في نفوس الناس، ولكن من المهم ايضاً تحكيم العقل والمنطق والتعلّم من دروس الماضي القريب والبعيد. والى ان يحصل ما لم يكن في الحسبان، فإن المؤشرات كلها تفيد بأن التفاؤل بقرب الحل على المستوى الرئاسي لا يزال على مسافة غير قريبة من لبنان.

كانت هذه تفاصيل خبر مؤشرات توحي بأن الحراك الرئاسي مجرد كسب وقت لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا