الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

لأن الذهب لا يصدأ

فى الذكرى الثانية عشرة لرحيل أبى. نعود معًا لنغوص بعمق فى بحار أرشيفه الثرى لنستخرج منه ما غاب عنا سنين، ونقرأ ما كتبه لنا قبل اثنى عشر عامًا من رحيله. تلك أربعة وعشرون كاملة.

«لقطات من زمن فات»، نقرؤها بفاصل نحو ربع قرن بين الكتابة وقتها والقراءة الآن، وسنكتشف بسهولة أن الذهب لا يصدأ، والمعادن النفيسة لا يزيدها الزمن إلا لمعانًا وبريقًا.

خلال رحلته، اشتهر جلال بكلماته الراقصة السريعة المكثفة التى اعتاد القارئ عليها. ننشر منها دستة عبارات، مقسمة إلى ست من أشهر كلماته، وست أخرى من الكلمات التى لم تنشر من قبل منذ رحيله، وستشعر أنه كتبها اليوم، مباشرة قبل طباعة الجريدة.

فى هذا الملف كذلك، آخر مقالين كتبهما أبى، مباشرة قبل أن يودعنا، أو بالأحرى يغادر فجأة دون وداع، وكأنهما كانا بمثابة وصية عابرة للسنوات. شكا لى قبل أيام معدودة من رحيله من ألم بسيط فى صدره وصعوبة ما فى التنفس، نصحته بأن نذهب فورًا لطبيب، فقال: «لأ هكتب شوية». فكتب آخر مقالين له ثم رحل فجأة. أعتبرهما أنا آخر أنفاسه، شهيقًا يبشرنا بأننا (سوف نعبر هذه المحنة) وزفيرًا يكتب لنا وصفة (عِقد اجتماعى جديد). ننشر المقالين هنا أيضًا، الأول كاملًا والثانى فى نقاط. ونكون بهذا الملف قد تابعنا معًا جلال عامر، البدايات والنهايات.

المتأمل لرحلة جلال سيعرف أنه حقق إنجازات كبرى، يحسده عليها أنجح الناجحين؛ خرج من الحارة المصرية، من شارع بسيط، يحمل اسمه الآن، فى منطقة بحرى بالإسكندرية (حارة اليهود سابقًا)، إلى آفاق عالمية؛ حيث رأيت عند وفاته أخبارًا منشورة فى صحف ومواقع يونانية وإسبانية مثلًا، وصفوه بأنه من أهم الكُتاب الساخرين، وأهم ساخر مصرى فى القرن الجديد، وأنه فيلسوف يحمل صوت الناس.. وخلال السنوات السابقة كُتبت عنه عدة رسائل للماجستير والدكتوراه فى الجامعات المصرية والعربية. حقًّا هو غياب بطعم الحضور، ودرس لنا فى كيفية قهر الموت بالموهبة والتفانى معًا.

قال لى يومًا إنه يريد تحويل المقال من «مونولوج» يلقيه الكاتب، إلى «ديالوج» بين الكاتب والقارئ، وظنى أنه نجح فى ذلك عبر المدرسة الجديدة من الكتابة التى ابتدعها بأسلحة التداعى الحر والتكثيف والسخرية المجدولة بالفلسفة.

ليس بيننا من يعرف لحظة نهايته، لكننا نحن من نشكل ونحدد ونرتب ما سيبقى منا وما سنتركه لمن يأتى بعدنا باحثًا عنا. وقد اجتهد جلال عامر كثيرًا وجاهد لتبقى أفكاره ويظل خياله محلقين دومًا، لتُضاف إلى عمره أعمار جديدة، ويظل حاضرًا دومًا، يُعيد تعريف الغياب.

رامي جلال عامر – المصري اليوم

كانت هذه تفاصيل خبر لأن الذهب لا يصدأ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا