الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - من بوابة دبي، تواصل دار كريستيز تسليط الضوء على البيئة الثقافية المتنوعة التي تتميز بها المنطقة، إذ تنظم المزاد الإلكتروني للفنون الحديثة والمعاصرة في الفترة من التاسع إلى 23 الجاري، احتفاءً بثراء التنوع الثقافي والحوار بين فنانين معاصرين من الشرق الأوسط والجنوب العالمي.

وإلى جانب الأعمال الفنية من منطقة الشرق الأوسط، توسّعت هذه النسخة من المزاد لتشمل فنانين من إفريقيا وأميركا اللاتينية وجنوب آسيا، استجابةً لزيادة الطلب من جامعي الفنون على تمثيل شريحة أكبر من المبدعين، إذ يضم المزاد 90 عملاً فنياً، بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والأعمال على الورق من الخمسينات إلى العقد الثالث من الألفية الثالثة، أنتجها فنانون من الإمارات والجزائر وبنين وكولومبيا ومصر وغانا وإيران والعراق والكويت ولبنان والمغرب وفلسطين والسعودية والسودان وسورية وترينيداد وتونس وتركيا.

إرث غني

ويتصدر المزاد عمل نادر لمنيرة شهرودي فارمنفرمايان، التي تعد واحدة من أبرز الفنانين الإيرانيين المعاصرين، بسبب براعتها في مزج الأنماط الهندسية وأشكال الفسيفساء المصقولة.

ويحتفي المزاد بالإرث الفني الغني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمشاركة أعمال مهمة لنخبة من الفنانين الحديثين من أمثال ضياء العزاوي، ومروان قصّاب باشي، وبول غيراغوسيان، وعبدالحليم رضوي، وباهمان موهاسيس.

وتعود لوحة ضياء العزاوي (مواليد 1939، بغداد) «مشهد أحمر رقم 1» إلى التسعينات، ورسمها بعدما أسهمت رحلاته المتكررة إلى المغرب في تجديد اهتمامه بالفنون الزخرفية من العالم العربي، فعمد إلى استخدام الألوان الزاهية والكثيفة المستوحاة من المنسوجات البدوية.

ويتضمن المزاد أيضاً فنانين بارزين من شمال إفريقيا، مثل أحمد الشرقاوي، وعبدالله بن عنتر، وقادر عطية، وحسن حجاج. وتبرز في هذا القسم إحدى لوحات «الأمواج» الأخيرة للفنان المغربي محمد المليحي، بعنوان «مشربية، أزرق على أسود».

مساحة خاصة

ويفرد المزاد مساحة خاصة أيضاً لمنطقة الخليج بمشاركة أعمال للفنانَين السعوديين أحمد ماطر ومنال الضويان، إلى جانب مصورين مثل ريم الفيصل وشاويش. ويشمل المزاد لوحة «تفاصيل حديقتي رقم 3» للفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم، إلى جانب أعمال على ورق للفنانَين حسن شريف ومحمد كاظم. ينتمي الفنانون الثلاثة إلى الرعيل الأول من طليعة الفنانين الإماراتيين المعاصرين، الذين مهّدوا السبيل أمام المشهد الثقافي الإبداعي الذي تشهده الإمارات.

ويستوحي إبراهيم أعماله من علاقته بمدينة خورفكان، فضلاً عن ارتباطه العميق ببيئته المحلية، لاسيما خليج عمان من جهة، وجبال الحجر من جهة أخرى، ما أفضى إلى نشوء لغة بصرية فريدة في أعماله مستوحاة من الأشكال الوعرة والتشكيلات المتغيرة للمناظر من حوله.

كما يشهد المزاد حضوراً قوياً لفنانات بارزات من خلال عرض لوحات وأعمال على ورق لنخبة من الفنانات اللبنانيات، ومن بينهن إيتيل عدنان، وجوليانا سيرافيم، وهيلين الخال.

حضور نسائي قوي

وتبرز من الفنانات الحديثات والمعاصرات التركية فخر النساء زيد، إذ يحتضن المزاد لوحتين على ورق رسمتهما الفنانة من الفترة بين 1950 و1959 تقريباً، فضلاً عن لوحات للفنانة الفلسطينية ليلى الشوا، والفنانة الأميركية من أصول إيرانية تالا مدني. ويشارك أيضاً في المزاد منحوتة بعنوان «في الهوا سوا» للفنانة السعودية منال الضويان، على شكل نسخة خزفية مكمّلة لعملها التركيبي المعروف «في الهوا سوا»، الذي يضم 200 حمامة عُرضت في بينالي البندقية 2011. يشار إلى أن منال الضويان تمثّل السعودية في دورة هذا العام من بينالي البندقية، باعتبارها من أبرز الأصوات المعاصرة في بلدها.

من جانبه، قال رئيس قسم الشرق الأوسط وإفريقيا في دار كريستيز للمزادات، الدكتور رضا المومني: «سعداء بتسليط الضوء على مواهب فذّة تسترعي انتباه جامعي الفنون خارج السوق المتنامي للأعمال الفنية من المنطقة العربية».

وأضاف «في الوقت الذي يحتفي فيه بينالي البندقية بالمجتمعات الفنية التي تعاني نقص التمثيل، نغتنم الفرصة لتأمل التنوع الموجود في المشهد الفني العالمي من جهة، والاحتفاء بأعمال فنانات مبدعات من الشرق الأوسط من جهة أخرى».

بينما قالت مديرة مبيعات المزاد الإلكتروني للفنون الحديثة والمعاصرة في دبي، ماري كلير ثيسين: «تركّز نسخة هذا العام من المزاد على الأعمال الفنية العالمية، لتحتفي بذلك بالروابط والحوارات القائمة بين أبرز الفنانين والمبدعين الحديثين والمعاصرين من الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية».

ماري كلير ثيسين:

• تحتفي نسخة هذا العام من المزاد بالروابط القائمة بين أبرز الفنانين والمبدعين الحديثين من الشرق الأوسط.

الجنوب العالمي

تشارك في النسخة المقبلة من مزاد كريستيز في دبي أعمال فنية من خارج منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى، بما في ذلك أعمال لفنانين من كولومبيا وباكستان وترينيداد وبنين وساحل العاج، وتستعرض أفكاراً وتجارب مشتركة من خلال التصوير والتجريد والمادية. ومن هذه الأعمال لوحة «بدون عنوان» للفنان سلمان تور (مواليد 1983، لاهور)، ولوحة «الحركة والإيقاع بين مكان وآخر رقم 6» للفنان أوسكار موريلو (مواليد 1986، فالي ديل كاوكا)، ولوحة «بدون عنوان» للفنان أبوديا (مواليد 1983، أبيدجان).